الأحد، 10 أكتوبر 2010

مخاض

" بعد تمنعٍ دام شهور طويلة أقبلت إليه بكراً عروبة "

تَحِــنُّ إلى الشُــطْــآنِ..تَــهْـفــو إلى المَـدَى
َويَــمْـنَــعُـها القُــبْــطانُ أنْ تَــبْــلـــــغَ المَــرْفــا
إذا أَبحـــرَتْ رَسَّـتْ مَجــاذيــفُ عَــزْمِــها
فَـكـانَ تــثَـــنّي المــوْجِ مــن تَــحْتِها ظَـلْـفــا
تَــقَـــدَّمُ في الــتـرحـــالِ شِــبْـراً فَـتَـنْــتَـــشي
ويُـــرجِــعُــها التيَّـــارُ في لحـــظَـــةٍ خَـــلــْـفــا
شُـــهـورٌ من الحِــــرْمانِ والبَـــــــرْدِ لم تَـــــزَلْ
تَعــاوَرُهــا ، والحُــلْــمُ في عَــيْـنِــها أَغْـــفَى
تَــقــَاذَفُـــها الأَشـــواقُ ، واللــيـلُ ســابــــغٌ
عَــلَــيْــهــا من الآهـاتِ ما يُــرْعِبُ الخَــوْفا
مُسافـــرةٌ للـــــــــدِفءِ تَـــبْــغــي وصولَــــهُ
وتَــسْـَـعْـجِـلُ الأيــامَ كَيْ تَـحْـضنَ الصَّــيْـفَا
إلَىَّ عَــروسَ الشِّــعْـرِ ، والشِّعْــرُ مُـضْـرِبٌ
عَـنِ البَــوْحِ هَـلاّ  كُــنْتِ مِـن وَعْـدِهِ أَوْفَى
إلَيَّ، فَـــأَسْبابـــي إلى الـــوَصْــلِ صُـودِرَتْ
ولَمْ يُــبْـقِ هذا الدَّهْرُ من أَسْطُري حَرْفَا
تَــتُــوقُ إلى المــيْــــدانِ خَــيْلي صَـبــــــــابةً
َويَــمْـنَــعُـها التَّرويــضُ أن تُــتْـقِــنَ الـزَّحْـفَــا
وَتُــرهِـقُـني الأشــعارُ – لا صَــحَّ وزنُـها-
تُــعَـــلِّــلـــُني يـــومــــاً، وَتَــقْـتِـــلُــني ألــفـــــــــا
إلىَّ عـــروسَ الشِّـــعـــْرِ ، فالبـــردِ كافـــــــرٌ
وحِــضنـُـــكِ أَنــَّى جِئتِ من لَــيْلَـتي أَدْفــَا
بــوَجــهِـــكِ ألــقَــى البِشْــرَ يمـحــو كَآبـــــتي
وأَشتـــفُّ من عَــيْنـَيكِ أفكاريَ الأَصْفَى
تَـعـــاليْ إلى صَـــدرٍ من الشِّــعْــــر حــالِـــمٍ
وروضٍ منَ الآمـــالِ يــستعــذِبُ القَــطْـفَــا
أطِــلّــي على دُنـيـــايَ نَـــهْــراً من السَّــنَـــا
وجُرحــاً عَــروضـيّــاً يُــشاركُــني المَــنْفـَى
*  *  *
تَــمُـــرُّ بــيَ الأيــــــامُ ، والفِــعْــــلُ لم يَــــــــزَلْ
مُـضــــارعُـــهُ يَــرتـــاحُ للســين ِ أَوْ سَـــوْفـا
سَتأْتي ، ويَأْتي الفــجرُ والطُّهرُ والنَّــــدى
وسوفَ يَصُبُّ الحُــــبُ في أَبْـحُري صِرْفَا
وسوفَ نَــــرودُ الأُفْـــقَ نَــطوي بــــساطَــهُ
ونَسْــتنـــزلُ الأفـــلاكَ والقَـــطْـرَ والطَّــيـفَــا
*  *  *
شُـهـــورٌ ، وهَـا قــد جِــئتِ بـكِْراً عَروبةً
خَـلـيـلــيَّــةَ التـــلويــنِ لا تَـــعْـرِف الـــزَّيـْــفــا
سَـيَـهـدَأُ رَوْعي اليـومَ – والدفءُ عائـــدٌ
إِلَّي – وجُرْحُ الأَمـسِ في داخـلي يُـشْـفَى
دَعـــيني أَجــوبُ الآن بَــحـرَكِ قـاطِـعــــــــاً
مَـضــائــقَ قد كانــتْ تُبــَادِلُــــني العَــطْـفَا
دَعــيني أَضُـــمُّ الفَــجْــرَ ، أَرشُــفُ ما بـهِ
من الــطَــلِّ والأَضــواءِ أَروي بـها الجَــوْفَا
فَمِــنـكِ يَــهِــلُّ الـطُــهْــرُ يمَــحـو ضَلالــــــتي
وفــيكِ يكونُ الــعَــيْشُ والمـوتُ والمَــنــْفَى

12/12/1989