الأحد، 17 أكتوبر 2010

--0( مهرجان الخنســـــاء )0--


حَـــــنَيْـــنا لها الهـــــــاماتِ إذ كانــــــتِ الصَـــــدْرا
فيا حُــــلْــــوَ رمــــــزٍ عــَلــَّــــمَ الشِعـــْرَ والــــَصْـــــبرا
وجِــــــزْنـــا بـهـــا الآفـــــــاقَ حُـــلْــمــاً مُجَـــــنَّـحـــاً
وجــــرحاً من الأشـــواقِ والـــــــوَجْــــدِ لا يَــبْـــــــرا
وكُــــــنَّـــــا بـهــا َنـــهْـــــراً من الــفِــــــكْرِ ســــــائــغـــاً
وفي سُـــــؤْلــِــنــا كانـــت لَــنـــا "فاهـبِـطوا مِـصْــرا"
حَــبـــيــبــتَــنا كـــــانــــت ، وكُـــــنا بــــــظِـــــــــلـِــــها
تـُــــخَـــــفّـــفُ عَــــنـــا القــــهـــرَ والعُـــسرَ والحَـــــرَّا
* * *
حَـــــــبــيــبـــةُ ، والأيــــــامُ غــيرَ الــــتي مَــــضَــــــتْ
وما قـيـــــلَ عَـــنْــــكِ الـيَـــومَ ما جــــاوزَ الــــعُـشْرا
أما زلـــــتِ يَــــسْـتهــــويــــــكِ شـــيءٌ مِــن الـــثـَّـنـــا
ولَـــيْــــــــلٌ من الآمــــــــالِ لا يَـــعْـــرِفُ الفـَــــجْرا ؟
أما زالَ ذاكَ الصَّــــــــــــــدْرُ بالحـــــبِ بـــاذخـــــــــاً
يُعَـــــــللُـــنـــا شِــــعْــــراً ويــــقــــــتــلـُـــنا شِـــــــعْرا ؟
أيَــــعــــــــرِفُـــــني إذ جـــــئــــتُ وجــــهٌ مُــــعــــــذَّبٌ
بأحـــزانِــنــا ، بالأمــسِ أَهْـــــدَى لــنا البَـــــدْرا ؟
وتـَــــعرفُـــــنــــا إمّــــــَا حَــــــضَــــرْنـا جَــــــــوانــــــــحٌ
لها طَـــــــوَّعَ الــــرحــــمـــــنُ جــــــنَّــاتِهِ جِــــسْرا ؟
* * *
َرفيــــــقةُ ، والأشعــــــارُ رَجْــــــــعٌ من الـــــصَـــدَى
وعَصْـــــــفٌ تـــــفـــــتُّ الريـــــــحُ أبــيـــــاتِهِ الحَـيْرى
فلا غَــــــرْوَ إن عــــافَ المحُـــــبّــــــونَ سِــــــحـرَهُم
فلَــــمْ يــَــــبـْــــقَ في الديـــــوانِ ما يُـشـــــــبهُ السِحْرا
وصَـــــحْنُ بــــني العبــَّــــــــاسِ ما عـــــــــادَ عامـــراً
بأجـــــــــــــدادنِا ، والشِــــــعْـرُ يُحــــصونَــهُ تـِـــبْــــرا
وما عـــــادَ تـَــسْـتَهــــــوي الرشـــــــــــــيـدُ قَــصــيدةً
تـَــــرَى عِــلْـــيةَ الغــــــاويـنَ من وَقـْـــــعِـهــا أسْــــرَى
بِليــْـــــــــلِ أبي المــأمـــــــونِ أثْــــــــرَى مُنــــــــــــــــاوِلٌ
وديـــــــــــــسَ أبو تـــــمــــــامِ في قـَـــــــبْرهِ ظُـــــــــهْـــرا
* * *
رَفـــــــيقــــةُ ، هَــــلاَّ جـــــئــــتِ غيــــــرَ الـــتي أرَى
قُــــــدوداً من الإغــــــراءِ تـَـــسْــــتعــــذِبُ الهَــــدْرا
لتــَـــــكــتـــشِفي كَـمْ من عُـــــــيونٍ سَــتَحْـــــــــــتَفي
بفنِّـــــــكِ – حاشَـــا الشِــــعْـــرُ أن يَــعرفَ الهَذْرا
وتَستيقــــــنُ الخنـــــــســـاءُ أنْ ليـــــــسَ عَصْـــــرُها
أتـــــاها ، ولــكــنْ قطـــــــرةٌ غالبـــــــــتْ بَحْـــــــــرا
* * *
حَبيبـــــــةُ ، كنتِ الأمسَ – والليـــــــــلُ شاعرٌ-
مـَـــــــــــلاذاً لنا أمسـَــــــى نُشــــــــاطِـرُه الــعُـــــسْرا
غَريبــــــــــــــــــــانِ في أهــــــلٍ ودهـــــــــــرٍ ومسكــنٍ
وفــكـــــــرٍ من النـِــــــسيانِ لمَّــا يـَـــــــعُــــدْ يـُــــــقْـــرَا
خَرجْــــــــنا من الأرحــــــــامِ قَـــــــسْراً فــــعـــصرُنـا
بَعيـــــــــــــــــــدٌ ، وأهلــونا من الضـــــفــةِ الأخـــرَى
وأصــــــــــواتُنا غــــــــــــــــيرَ التي في زمــانــِـــــــــــــــنا
وموطــــــــــنُــنــا ما زالَ في سِــــــــــــدْرةِ المَسْـــــرَى
عَـــــــــزاءٌ لنا أنا من الحـِـــــــــــسِّ أصـــــــــــــــــــــلُنا
وحَسْـــــــبُ عَزيزِ اليــــــــــومِ أن يلـــــمسَ الـــشَرَّا
* * *
َرفــــــــيقةُ ، ما زلــنا على العَـــــــــهْـــدِ دَفــــــــــــقةً
من البـَـــــــرْدِ في عصــــــرٍ من اللُـــعبــــــةِ الكُـــبْرى
رَفيـــــــــــقةُ فاشـــــــــدِينا فُصــــــــــــولاً من الــنَدَى
يَـــبــــلُ الصَـــــــدَى فيـــــنا ويجْـــلـو لنـا الفَـــجْـــــرا
ونغــــــــــزو به الأحــــــــــلامَ ، نَــجـــــــني ســرابَــهــا
قَـــطيعــاً من الأنـهـــــــــــــارِ لا تــعــرفُ المجَـْـــــــــرَى
ســـلاماً على الخَـنْـســـــــاءِ في مـهرجـــــــــــــــانِـــهـا
وَمــــــرْحَــى بــــربِ الشِـــعْـــر واللــيلِ والشــِعْــــرِى

10/4/1999م