السبت، 30 أكتوبر 2010

التعويذة الأخيرة


                      


إلــيكِ أهربُ من روحي ومن بَــــــــــدَني

يا شاطئَ الأمنِ في شِــــعْري وفي زَمــــني

إلــيكِ أَهربُ عَـــلّي واجِـــــــــــدٌ دَعَــــــةً

يَـرسـو بمــرفــئِــها المنـهـــوكُ من سُـــفُـني

أنــا تِـجـــاهَـــكِ أحـــــــــلامٌ مُـطـــــارَدَةٌ

لَــمَّـــا يَـزَلْ رَوْعُها يَـقـــــتاتُ من سَكَـــني

أيــنَ اتــجــهــتُ فآمــالــي تُـــمـــــــزّقُــــني

ولَـعـنــةُ اليَــــأْسِ أَنـــَّى سِرتُ تسَبقُـــــــني

في خاطــري بِـضْـعُ ماســــــــاتٍ أُأَمِّــلُـهـــا

وبَـيـنَ عَـينَــيَّ مأســــــــــاةٌ تَــوَعَّـــــدُنـــي

طـالَ الـمَـدَى لم أَجـدْ بحــــــراً لــقـافِـيـتي

وما رأت مركَــــبـي إطــــلالـــةَ الُــمـــدُنِ

تَـقــــودُنـي رِحــلَــــةٌ للــشــــوقِ ظـامـــِئـةٌ

لم ألـقَ في بَـطــنِـهـا شَـــيئاً سِـوَى كَــفَــني

هــذا أنـــا ، فِـكـــرةٌ حَـيْرَى تَنـــَازَعـــــُها

في يــومـِــهـا تَــبِـعـاتُ البـَـــوْحِ والعَـــلَــنِ

أَمـَضَّـهـا السُّـقْـمُ ، والإعـياءُ أثــخَــــنــها

وهَـدَّها الـعُـمْــرُ والـعِـشرونَ لم تَـحِـــــنِ

هــذا أنــا ألــفُ جُــــرحٍ في مُخـيّـــلــتي

فَـهــلْ لـــديـكِ تعـــــاويـــــذٌ تُـعلــّــلُـني؟

وهَـلْ لــــدَيكِ إذا ما جِــئتُ أشـــــرعةٌ

سَـمـراءُ أَنـشُرُها في مركَــبي الخَـــشِنِ؟

تجَــوبُ بـي جـــَـنَـــباتِ الأُفْــقِ سابحـــةً

عــبرَ النُـــجومِ لـتَمـحـو بالسّـــَنا شَـــجَـني

هذا أنا جئتُ ، صَـــحرائي تطارِدُنــــي

ولَـفـحَــةُ العَـطَــش ِالمجــنونِ تَــقْــتـِـلُـني

أتـــوقُ للقُــبْـــلةِ الظـمــأَى أُشـــاطِـــرُها

وأشـتهــي الجـــوعَ في عَينيكِ يشطُـــرُني

هذا أنـا جِئـتُ ذِئْــــباً حســـــبما زَعموا

فَـهَـلْ بنَـــــهديْــكِ إنســانٌ يـُــــرَوّضُـني؟

وهَلْ بجــــنـبَـيــــْكِ أنـغـــامٌ مُهـَـدْهِـدَةٌ؟

تَـستــلــُّـني من بُـغـاثٍ أزعـجَــتْ أُذُنـــي

يا نكـهــةَ الليــلِ يا عُـرْسِ النُـجــومِ ويا

تَـعويــذةَ الفَـأْلِ عـندَ الشـاعِـرِ الفَــطِــنِ

أَتيتُ، لا خابَ ظَـــني عندما رَكِـــنَتْ

فُـلْكي لشاطئِك المسحورِ ذي الـــفِــتَـنِ

لقدْ عَـــــهدتُـــــكِ أفـــياءً تــــظـــلّلُــني

عندَ الهَجـيرِ إذا مــا القَـيْـظُ أَعْــــوَزني

وكنتِ لي فـي شتـائي غَـــــيمةً نَـــزلـتْ

بالدفءِ يَنسابُ في روحي وفي بَـــدَني

يا نَـفــحةَ اللهِ في أوصالِـنــا نَضَــحَــتْ

بالحُـبِّ والخَـــيرِ ، بل يا أـظمَ المِــــنَـنَ

أنتِ الحــياةُ ، وهذا الشِّـعــــْـرُ سَخَّــرهُ

ربي لعَـيْـنــيــكِ ، لـولا أنـــتِ لَم يَكُــــنِ

أنـــتِ القصـــــــــــيدةُ أوزانٌ وقــــافـــيةٌ

ما لم يُــقَــلْ فـــيكِ لم يَــسْـــلَمْ من الوَهَــنِ

مــاذا أُسمّـــيكِ؟ لا تحويــــكِ قافِـــــيتي

لا تُنعــتُ الكَـــرْمَةُ المِـعـطاءُ بالغُـــصُنِ

ماذا سأدعوكِ؟ شَهْدُ الحرِف يفضحُـني

يَكــفي إذا سأَلوني قُلتُ: ذي وَطَـــــني