الاثنين، 25 أكتوبر 2010

--0( القـــــــــــــافلة )0--

 

يا حــادِيَ الـــرَكْــــبِ ، إنَّ العــيــسَ تُــــحْــتَـــضَرُ
يَــبـــــدو عـَلَى خَـــطْـــــوِهـا الإرهـــاقُ والـسَّــفَــرُ
مـا عــــادَ تَـــحْـمِــلُــهــــــا أَخـفـــــافُــهـــــا قُــــــدُمــاً
نَــحْـــوَ المَــضـارِبِ ، حَـــيْــــثُ المــــاءُ والشَّــجَــرُ
مَــــدائــــنُ المِـــلْــــــحِ  غَــطَّــــتْ كُـــــلَّ أرجُـــلِـهــــا
كَــــأَنَّ في جُـــــرْحِــهـــــــا مِـن وَقْـــعِـــــــــهِ  إبَــــــــــرُ
لَــمْ تَــعْــــــلُ  عَــنْ حُــــفَـــــرٍ إلا إلـى حُــفَـــــــــــرٍ
أُخْـــرَى ، تَــنَـــــاسَلَ في تِـــسْــيـــــارِهــــا الحُـــفَــرُ
فــي دربِــهـــا لَـــمْ  تَــجِــــدْ تَـــغْـــرودَ رِحْـــلَــتِهــــا
تَــخــاطَـــفَــــتْـهُ هُـنــــــاكَ البَــــــدْوُ  والحَــضَــــــــــرُ
وشَــــاعِــــرٌ  كـــــانَ يَـــشْــــــدو فـي أَعِــــنَّــــتِـــهـــا
بالأَمْــسِ ، واليَــــوْمَ  يَــبْـدو  ضِـمْـــنَ مَـن كَــفَــروا
أَحْـمـالُــهــــــا أُتْــلِـــفَـتْ فـيهـــا ، وقَـــدْ هُــتِــكَـتْ
عَـنْ هَــــوْدَجِ الـرَكــبِ كُـــلُّ الحُــجْــبِ ، والسُّـــتُــرُ
تَــمْــضـــي إلى ذلكَ المَــجْــهـــــــــولِ  رِحْــلَـــتُــهــــا
حَــيْـــثُ المَـقـــــــاديرُ  لا تُــــبْــقـــي ولا تَــــــــــــــذَرُ
وأُمْــنِــيــــــاتٌ  حَــيــــــــارَى في مَــحَــــــــاجِـرِهـــا
جَــفَّـــتْ ، ومــا عـــــادَ فيهـــا للهَـــــــــوَى وَطَــــــرُ
بِلَــــــيْــلِـهــــــا مُـــنْــــتَــهَــــى الأَحْـــــلامِ في غَــــدِهـا
وَصُــبْــحُــهـــا فيـــــهِ ذاكَ الحُــــــلْمُ  مُـنْـــــدَحِـــــرُ
يا حـــادِيَ الـــرَكْــبِ ، والأَسْــفـارُ  تَــجْــلِــــدُنـــا
والأَربعــــــونَ عَـــلَى فَـــــوْدَيــْـــــكَ تَـــسْـــتَـــعِـــــــــرُ
مُـذْ جِـــئْـــتَ  في غَــفْــلَـةٍ  تَـــحْــدو  قَـــوافِـلَــنـــا
للـــسَّـــيْرِ ، لَــــمْ  يَــبْـــــدُ  إثْــــرَ النــــــاقَــةِ الأَثَـــــــرُ
طالَ المَــــدَى ، أُغْــنِـيـــــاتُ الأَمْــــسِ حَــنْــجَــرَةٌ
شَــــــاخَتْ ، وَلَـــمْ يَــــبْــقَ فــــيهــا ســالِـمــاً وَتَــــرُ
يا حَـــادِيَ العِــــــيسِ ، إن الـرَكْـــــبَ مُــنْـــتَـــظِـــرٌ
مازال يَـــــأْمَـــلُ أن يَـــحْــنــــــــو بِــــهِ القَــــــــــــــدَرُ
تَـــقــاذَفَــــتْــهُــــمْ سُـنـــونُ الــتّـيـــــهِ ، واحــتَـرَقَـتْ
أَيـَّــــامُـهـُــمْ ، لا هُـــمُ جَــــــــاؤوا ولا صَـــــــــدَروا
يَارُبَّ  قــــــــافِـلَـــةٍ تَـــــأْتي ، وفي يَــــــــــــدِهــــــــــا
تَـــعْـــــويــــــذَة ُ الفَــــــأْلِ ، لا زَيْـــــــدٌ  ولا عُــمَــــــرُ