يا حــادِيَ الـــرَكْــــبِ ، إنَّ العــيــسَ تُــــحْــتَـــضَرُ
يَــبـــــدو عـَلَى خَـــطْـــــوِهـا الإرهـــاقُ والـسَّــفَــرُ
مـا عــــادَ تَـــحْـمِــلُــهــــــا أَخـفـــــافُــهـــــا قُــــــدُمــاً
نَــحْـــوَ المَــضـارِبِ ، حَـــيْــــثُ المــــاءُ والشَّــجَــرُ
مَــــدائــــنُ المِـــلْــــــحِ غَــطَّــــتْ كُـــــلَّ أرجُـــلِـهــــا
كَــــأَنَّ في جُـــــرْحِــهـــــــا مِـن وَقْـــعِـــــــــهِ إبَــــــــــرُ
لَــمْ تَــعْــــــلُ عَــنْ حُــــفَـــــرٍ إلا إلـى حُــفَـــــــــــرٍ
أُخْـــرَى ، تَــنَـــــاسَلَ في تِـــسْــيـــــارِهــــا الحُـــفَــرُ
فــي دربِــهـــا لَـــمْ تَــجِــــدْ تَـــغْـــرودَ رِحْـــلَــتِهــــا
تَــخــاطَـــفَــــتْـهُ هُـنــــــاكَ البَــــــدْوُ والحَــضَــــــــــرُ
وشَــــاعِــــرٌ كـــــانَ يَـــشْــــــدو فـي أَعِــــنَّــــتِـــهـــا
بالأَمْــسِ ، واليَــــوْمَ يَــبْـدو ضِـمْـــنَ مَـن كَــفَــروا
أَحْـمـالُــهــــــا أُتْــلِـــفَـتْ فـيهـــا ، وقَـــدْ هُــتِــكَـتْ
عَـنْ هَــــوْدَجِ الـرَكــبِ كُـــلُّ الحُــجْــبِ ، والسُّـــتُــرُ
تَــمْــضـــي إلى ذلكَ المَــجْــهـــــــــولِ رِحْــلَـــتُــهــــا
حَــيْـــثُ المَـقـــــــاديرُ لا تُــــبْــقـــي ولا تَــــــــــــــذَرُ
وأُمْــنِــيــــــاتٌ حَــيــــــــارَى في مَــحَــــــــاجِـرِهـــا
جَــفَّـــتْ ، ومــا عـــــادَ فيهـــا للهَـــــــــوَى وَطَــــــرُ
بِلَــــــيْــلِـهــــــا مُـــنْــــتَــهَــــى الأَحْـــــلامِ في غَــــدِهـا
وَصُــبْــحُــهـــا فيـــــهِ ذاكَ الحُــــــلْمُ مُـنْـــــدَحِـــــرُ
يا حـــادِيَ الـــرَكْــبِ ، والأَسْــفـارُ تَــجْــلِــــدُنـــا
والأَربعــــــونَ عَـــلَى فَـــــوْدَيــْـــــكَ تَـــسْـــتَـــعِـــــــــرُ
مُـذْ جِـــئْـــتَ في غَــفْــلَـةٍ تَـــحْــدو قَـــوافِـلَــنـــا
للـــسَّـــيْرِ ، لَــــمْ يَــبْـــــدُ إثْــــرَ النــــــاقَــةِ الأَثَـــــــرُ
طالَ المَــــدَى ، أُغْــنِـيـــــاتُ الأَمْــــسِ حَــنْــجَــرَةٌ
شَــــــاخَتْ ، وَلَـــمْ يَــــبْــقَ فــــيهــا ســالِـمــاً وَتَــــرُ
يا حَـــادِيَ العِــــــيسِ ، إن الـرَكْـــــبَ مُــنْـــتَـــظِـــرٌ
مازال يَـــــأْمَـــلُ أن يَـــحْــنــــــــو بِــــهِ القَــــــــــــــدَرُ
تَـــقــاذَفَــــتْــهُــــمْ سُـنـــونُ الــتّـيـــــهِ ، واحــتَـرَقَـتْ
أَيـَّــــامُـهـُــمْ ، لا هُـــمُ جَــــــــاؤوا ولا صَـــــــــدَروا
يَارُبَّ قــــــــافِـلَـــةٍ تَـــــأْتي ، وفي يَــــــــــــدِهــــــــــا
تَـــعْـــــويــــــذَة ُ الفَــــــأْلِ ، لا زَيْـــــــدٌ ولا عُــمَــــــرُ