الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

--0( عندما ينام النهر )0--



إلى الصديق القاص محمد الرحبي ..

المَـــدَى شاســــــــــعٌ ، وطَــرْفٌ قَـصيُــر
ورُؤى الأمـــسِ خانَــها التــــــدبـــــــــيــــرُ
والأمـــــــــاني التي رَقــــــدتَ عـليهــــــا-
سَـــرقَ الصُـــبحُ ريــــشَهــا - ما تطــــيرُ
* * *
أيها ذا الـــــــرائي ، وحقـــــــلُك بِكْــــــــرٌ
والســــــواقي يَــــلـــفـُـهــا الزَمـهـــــريــــــــــرُ
كُنتَ بالأمــــسِ واثِـــــقَ الخَـــــطْوِ ترنـــــو
للبَعيــــــــــدِ البَعيــــــــدِ والأفــــقُ نــــــــورُ
والصباحــــــــاتُ في عــُــيـــونِـــــكَ دَرْبٌ
للنجـــــــــــاحاتِ إذ بهـا تـــســـتــنـــيـــــرُ
حـــــولَكَ النـــــــــاسُ يومَهـــــــا يَتَـبــــــدَّى
فـــيهمُ البــِشْــــرُ والنَـــــــــدَى والسُـــرورُ
ما لها اليــــــــومَ أمــسـيـــــاتُــكَ ضَــــرْبٌ
مـن ضَيــــــــاعٍ وظُــلـمــــــــةٍ لا تَـغــــــــورُ
ما لها الآن أُغــنــيـــــاتُــــــــكَ تـَشْـــــــكو
من نَـــــشازٍ يَــــــعافـــــهُ الشَّـــــــــــحْــرورُ
والخـيـــــــــولُ التي َسرَجْــتَ استراضتْ
لم تَـــعُــدْ تعرفُ الرَدى .. لا تــــــثورُ 
عَبــــثَ الثـــلــــجُ في مياهِـــك ردحـــــــاً
من َزمـــــــانٍ.. وأنتَ أنتَ غَــــفـــــــورُ
* * *
أَيـهــــا النَّــــــهْــرُ ما عــــــــهدنـاكَ بــــــرداً
بل عَــصِـيًّـا عَـــلَى الأعــــــادي يَـمــــــورُ
أيها الليـــــثُ – والثَّـعـــــــالبُ تَـعْـــــوي
في حِمَى الليثِ - أينَ ذاكَ الهَصورُ؟!
أيـــــــنَ قَـلْباً ، قلـــــــــوبُنــا فيه تَهْـــــــــفـو
وقُلـــــوبُ البُــغـــــاثِ مِـــنهُ تَــــــطــيرُ؟!
* * *
طالَ ليــــــــلُ البُــــــغاثِ يا ليلُ فاكـشِفْ
عن نــــــــهارٍ يعمـُــــــــــــــــــــــهُ التـــغــــيـيرُ
وأَعِــــــدْ للــغِــــــــــــــــــناءِ ما سَــــــرَقــوهُ
من لحُـــــــونٍ يَحــــــــــــارُ منها الأثيـــــــرُ
وامنــــــحِ النــــهرَ دفـقـــــــةً من شُـــعـــورٍ
منـــــهُ تهـــــــتــــزُّ أنــــــفــسٌ وضـــــمــــيرُ
أَطلـــــــقِ الآنَ مــــــــــاردَ الشِــعــرِ فـيـنـا
فهو – يا ليلُ -
         .. أَوَّلٌ
                     ... وأَخيرُ