السبت، 30 أكتوبر 2010

التعويذة الأخيرة


                      


إلــيكِ أهربُ من روحي ومن بَــــــــــدَني

يا شاطئَ الأمنِ في شِــــعْري وفي زَمــــني

إلــيكِ أَهربُ عَـــلّي واجِـــــــــــدٌ دَعَــــــةً

يَـرسـو بمــرفــئِــها المنـهـــوكُ من سُـــفُـني

أنــا تِـجـــاهَـــكِ أحـــــــــلامٌ مُـطـــــارَدَةٌ

لَــمَّـــا يَـزَلْ رَوْعُها يَـقـــــتاتُ من سَكَـــني

أيــنَ اتــجــهــتُ فآمــالــي تُـــمـــــــزّقُــــني

ولَـعـنــةُ اليَــــأْسِ أَنـــَّى سِرتُ تسَبقُـــــــني

في خاطــري بِـضْـعُ ماســــــــاتٍ أُأَمِّــلُـهـــا

وبَـيـنَ عَـينَــيَّ مأســــــــــاةٌ تَــوَعَّـــــدُنـــي

طـالَ الـمَـدَى لم أَجـدْ بحــــــراً لــقـافِـيـتي

وما رأت مركَــــبـي إطــــلالـــةَ الُــمـــدُنِ

تَـقــــودُنـي رِحــلَــــةٌ للــشــــوقِ ظـامـــِئـةٌ

لم ألـقَ في بَـطــنِـهـا شَـــيئاً سِـوَى كَــفَــني

هــذا أنـــا ، فِـكـــرةٌ حَـيْرَى تَنـــَازَعـــــُها

في يــومـِــهـا تَــبِـعـاتُ البـَـــوْحِ والعَـــلَــنِ

أَمـَضَّـهـا السُّـقْـمُ ، والإعـياءُ أثــخَــــنــها

وهَـدَّها الـعُـمْــرُ والـعِـشرونَ لم تَـحِـــــنِ

هــذا أنــا ألــفُ جُــــرحٍ في مُخـيّـــلــتي

فَـهــلْ لـــديـكِ تعـــــاويـــــذٌ تُـعلــّــلُـني؟

وهَـلْ لــــدَيكِ إذا ما جِــئتُ أشـــــرعةٌ

سَـمـراءُ أَنـشُرُها في مركَــبي الخَـــشِنِ؟

تجَــوبُ بـي جـــَـنَـــباتِ الأُفْــقِ سابحـــةً

عــبرَ النُـــجومِ لـتَمـحـو بالسّـــَنا شَـــجَـني

هذا أنا جئتُ ، صَـــحرائي تطارِدُنــــي

ولَـفـحَــةُ العَـطَــش ِالمجــنونِ تَــقْــتـِـلُـني

أتـــوقُ للقُــبْـــلةِ الظـمــأَى أُشـــاطِـــرُها

وأشـتهــي الجـــوعَ في عَينيكِ يشطُـــرُني

هذا أنـا جِئـتُ ذِئْــــباً حســـــبما زَعموا

فَـهَـلْ بنَـــــهديْــكِ إنســانٌ يـُــــرَوّضُـني؟

وهَلْ بجــــنـبَـيــــْكِ أنـغـــامٌ مُهـَـدْهِـدَةٌ؟

تَـستــلــُّـني من بُـغـاثٍ أزعـجَــتْ أُذُنـــي

يا نكـهــةَ الليــلِ يا عُـرْسِ النُـجــومِ ويا

تَـعويــذةَ الفَـأْلِ عـندَ الشـاعِـرِ الفَــطِــنِ

أَتيتُ، لا خابَ ظَـــني عندما رَكِـــنَتْ

فُـلْكي لشاطئِك المسحورِ ذي الـــفِــتَـنِ

لقدْ عَـــــهدتُـــــكِ أفـــياءً تــــظـــلّلُــني

عندَ الهَجـيرِ إذا مــا القَـيْـظُ أَعْــــوَزني

وكنتِ لي فـي شتـائي غَـــــيمةً نَـــزلـتْ

بالدفءِ يَنسابُ في روحي وفي بَـــدَني

يا نَـفــحةَ اللهِ في أوصالِـنــا نَضَــحَــتْ

بالحُـبِّ والخَـــيرِ ، بل يا أـظمَ المِــــنَـنَ

أنتِ الحــياةُ ، وهذا الشِّـعــــْـرُ سَخَّــرهُ

ربي لعَـيْـنــيــكِ ، لـولا أنـــتِ لَم يَكُــــنِ

أنـــتِ القصـــــــــــيدةُ أوزانٌ وقــــافـــيةٌ

ما لم يُــقَــلْ فـــيكِ لم يَــسْـــلَمْ من الوَهَــنِ

مــاذا أُسمّـــيكِ؟ لا تحويــــكِ قافِـــــيتي

لا تُنعــتُ الكَـــرْمَةُ المِـعـطاءُ بالغُـــصُنِ

ماذا سأدعوكِ؟ شَهْدُ الحرِف يفضحُـني

يَكــفي إذا سأَلوني قُلتُ: ذي وَطَـــــني

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

--0( عندما ينام النهر )0--



إلى الصديق القاص محمد الرحبي ..

المَـــدَى شاســــــــــعٌ ، وطَــرْفٌ قَـصيُــر
ورُؤى الأمـــسِ خانَــها التــــــدبـــــــــيــــرُ
والأمـــــــــاني التي رَقــــــدتَ عـليهــــــا-
سَـــرقَ الصُـــبحُ ريــــشَهــا - ما تطــــيرُ
* * *
أيها ذا الـــــــرائي ، وحقـــــــلُك بِكْــــــــرٌ
والســــــواقي يَــــلـــفـُـهــا الزَمـهـــــريــــــــــرُ
كُنتَ بالأمــــسِ واثِـــــقَ الخَـــــطْوِ ترنـــــو
للبَعيــــــــــدِ البَعيــــــــدِ والأفــــقُ نــــــــورُ
والصباحــــــــاتُ في عــُــيـــونِـــــكَ دَرْبٌ
للنجـــــــــــاحاتِ إذ بهـا تـــســـتــنـــيـــــرُ
حـــــولَكَ النـــــــــاسُ يومَهـــــــا يَتَـبــــــدَّى
فـــيهمُ البــِشْــــرُ والنَـــــــــدَى والسُـــرورُ
ما لها اليــــــــومَ أمــسـيـــــاتُــكَ ضَــــرْبٌ
مـن ضَيــــــــاعٍ وظُــلـمــــــــةٍ لا تَـغــــــــورُ
ما لها الآن أُغــنــيـــــاتُــــــــكَ تـَشْـــــــكو
من نَـــــشازٍ يَــــــعافـــــهُ الشَّـــــــــــحْــرورُ
والخـيـــــــــولُ التي َسرَجْــتَ استراضتْ
لم تَـــعُــدْ تعرفُ الرَدى .. لا تــــــثورُ 
عَبــــثَ الثـــلــــجُ في مياهِـــك ردحـــــــاً
من َزمـــــــانٍ.. وأنتَ أنتَ غَــــفـــــــورُ
* * *
أَيـهــــا النَّــــــهْــرُ ما عــــــــهدنـاكَ بــــــرداً
بل عَــصِـيًّـا عَـــلَى الأعــــــادي يَـمــــــورُ
أيها الليـــــثُ – والثَّـعـــــــالبُ تَـعْـــــوي
في حِمَى الليثِ - أينَ ذاكَ الهَصورُ؟!
أيـــــــنَ قَـلْباً ، قلـــــــــوبُنــا فيه تَهْـــــــــفـو
وقُلـــــوبُ البُــغـــــاثِ مِـــنهُ تَــــــطــيرُ؟!
* * *
طالَ ليــــــــلُ البُــــــغاثِ يا ليلُ فاكـشِفْ
عن نــــــــهارٍ يعمـُــــــــــــــــــــــهُ التـــغــــيـيرُ
وأَعِــــــدْ للــغِــــــــــــــــــناءِ ما سَــــــرَقــوهُ
من لحُـــــــونٍ يَحــــــــــــارُ منها الأثيـــــــرُ
وامنــــــحِ النــــهرَ دفـقـــــــةً من شُـــعـــورٍ
منـــــهُ تهـــــــتــــزُّ أنــــــفــسٌ وضـــــمــــيرُ
أَطلـــــــقِ الآنَ مــــــــــاردَ الشِــعــرِ فـيـنـا
فهو – يا ليلُ -
         .. أَوَّلٌ
                     ... وأَخيرُ

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

--0( القـــــــــــــافلة )0--

 

يا حــادِيَ الـــرَكْــــبِ ، إنَّ العــيــسَ تُــــحْــتَـــضَرُ
يَــبـــــدو عـَلَى خَـــطْـــــوِهـا الإرهـــاقُ والـسَّــفَــرُ
مـا عــــادَ تَـــحْـمِــلُــهــــــا أَخـفـــــافُــهـــــا قُــــــدُمــاً
نَــحْـــوَ المَــضـارِبِ ، حَـــيْــــثُ المــــاءُ والشَّــجَــرُ
مَــــدائــــنُ المِـــلْــــــحِ  غَــطَّــــتْ كُـــــلَّ أرجُـــلِـهــــا
كَــــأَنَّ في جُـــــرْحِــهـــــــا مِـن وَقْـــعِـــــــــهِ  إبَــــــــــرُ
لَــمْ تَــعْــــــلُ  عَــنْ حُــــفَـــــرٍ إلا إلـى حُــفَـــــــــــرٍ
أُخْـــرَى ، تَــنَـــــاسَلَ في تِـــسْــيـــــارِهــــا الحُـــفَــرُ
فــي دربِــهـــا لَـــمْ  تَــجِــــدْ تَـــغْـــرودَ رِحْـــلَــتِهــــا
تَــخــاطَـــفَــــتْـهُ هُـنــــــاكَ البَــــــدْوُ  والحَــضَــــــــــرُ
وشَــــاعِــــرٌ  كـــــانَ يَـــشْــــــدو فـي أَعِــــنَّــــتِـــهـــا
بالأَمْــسِ ، واليَــــوْمَ  يَــبْـدو  ضِـمْـــنَ مَـن كَــفَــروا
أَحْـمـالُــهــــــا أُتْــلِـــفَـتْ فـيهـــا ، وقَـــدْ هُــتِــكَـتْ
عَـنْ هَــــوْدَجِ الـرَكــبِ كُـــلُّ الحُــجْــبِ ، والسُّـــتُــرُ
تَــمْــضـــي إلى ذلكَ المَــجْــهـــــــــولِ  رِحْــلَـــتُــهــــا
حَــيْـــثُ المَـقـــــــاديرُ  لا تُــــبْــقـــي ولا تَــــــــــــــذَرُ
وأُمْــنِــيــــــاتٌ  حَــيــــــــارَى في مَــحَــــــــاجِـرِهـــا
جَــفَّـــتْ ، ومــا عـــــادَ فيهـــا للهَـــــــــوَى وَطَــــــرُ
بِلَــــــيْــلِـهــــــا مُـــنْــــتَــهَــــى الأَحْـــــلامِ في غَــــدِهـا
وَصُــبْــحُــهـــا فيـــــهِ ذاكَ الحُــــــلْمُ  مُـنْـــــدَحِـــــرُ
يا حـــادِيَ الـــرَكْــبِ ، والأَسْــفـارُ  تَــجْــلِــــدُنـــا
والأَربعــــــونَ عَـــلَى فَـــــوْدَيــْـــــكَ تَـــسْـــتَـــعِـــــــــرُ
مُـذْ جِـــئْـــتَ  في غَــفْــلَـةٍ  تَـــحْــدو  قَـــوافِـلَــنـــا
للـــسَّـــيْرِ ، لَــــمْ  يَــبْـــــدُ  إثْــــرَ النــــــاقَــةِ الأَثَـــــــرُ
طالَ المَــــدَى ، أُغْــنِـيـــــاتُ الأَمْــــسِ حَــنْــجَــرَةٌ
شَــــــاخَتْ ، وَلَـــمْ يَــــبْــقَ فــــيهــا ســالِـمــاً وَتَــــرُ
يا حَـــادِيَ العِــــــيسِ ، إن الـرَكْـــــبَ مُــنْـــتَـــظِـــرٌ
مازال يَـــــأْمَـــلُ أن يَـــحْــنــــــــو بِــــهِ القَــــــــــــــدَرُ
تَـــقــاذَفَــــتْــهُــــمْ سُـنـــونُ الــتّـيـــــهِ ، واحــتَـرَقَـتْ
أَيـَّــــامُـهـُــمْ ، لا هُـــمُ جَــــــــاؤوا ولا صَـــــــــدَروا
يَارُبَّ  قــــــــافِـلَـــةٍ تَـــــأْتي ، وفي يَــــــــــــدِهــــــــــا
تَـــعْـــــويــــــذَة ُ الفَــــــأْلِ ، لا زَيْـــــــدٌ  ولا عُــمَــــــرُ

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

--0( طِـــفــــــــــــــلان )0—

لا تــســــــأَلـيـــــــهِ .. كـــيفَ وَلَّــــــى الـــصَّــبـــــــــــــــا
ذاكَ الــصَّـبــــا ، والــشَّـــــــــــــوْقُ  مــا ولــَّـــــــــــــــــــــى
الحُـــبُّ في جَــنْـــبَـــــــيْهِ أُنــشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــودَةٌ
في كُــــــــــــلِّ  صُـــبْــــــــــــــح ٍ رائـــــــــــــــــع ٍ تُــــتْـــلَـــــى
والـفَــــجْـــــــــــــرُ في فَــــــــوْدَيــــــــــــــهِ أُرجـــــــــــــــوحَــةٌ
أطـــــــــــرافُـهـــــــا مـمــلـــــــــــــــــــــوءةٌ  فُــــــــــــــــــــــــــلاّ
والــحُـــــــــــــــلْـمُ في عَــيــــــنيْــــهِ  أُنـــشـــــــــــــــــــــــوطةٌ
يَــلــهـــــــــــــو  بـهــــــــا  دومـــــــــاً ،  ومـــا مَـــــــــــــــــلاّ
لا تَــســـــــأَلــيـــــــــــهِ كَــيْـــــــــــفَ وَلَّـــــى الــصِّــبـــــــــــا
يــا طِـــــفـلـــتي ، لا تَـــســـــــــــــأَلـي الــــطِــفـــــــــــــــــــلا

الأحد، 17 أكتوبر 2010

--0( مهرجان الخنســـــاء )0--


حَـــــنَيْـــنا لها الهـــــــاماتِ إذ كانــــــتِ الصَـــــدْرا
فيا حُــــلْــــوَ رمــــــزٍ عــَلــَّــــمَ الشِعـــْرَ والــــَصْـــــبرا
وجِــــــزْنـــا بـهـــا الآفـــــــاقَ حُـــلْــمــاً مُجَـــــنَّـحـــاً
وجــــرحاً من الأشـــواقِ والـــــــوَجْــــدِ لا يَــبْـــــــرا
وكُــــــنَّـــــا بـهــا َنـــهْـــــراً من الــفِــــــكْرِ ســــــائــغـــاً
وفي سُـــــؤْلــِــنــا كانـــت لَــنـــا "فاهـبِـطوا مِـصْــرا"
حَــبـــيــبــتَــنا كـــــانــــت ، وكُـــــنا بــــــظِـــــــــلـِــــها
تـُــــخَـــــفّـــفُ عَــــنـــا القــــهـــرَ والعُـــسرَ والحَـــــرَّا
* * *
حَـــــــبــيــبـــةُ ، والأيــــــامُ غــيرَ الــــتي مَــــضَــــــتْ
وما قـيـــــلَ عَـــنْــــكِ الـيَـــومَ ما جــــاوزَ الــــعُـشْرا
أما زلـــــتِ يَــــسْـتهــــويــــــكِ شـــيءٌ مِــن الـــثـَّـنـــا
ولَـــيْــــــــلٌ من الآمــــــــالِ لا يَـــعْـــرِفُ الفـَــــجْرا ؟
أما زالَ ذاكَ الصَّــــــــــــــدْرُ بالحـــــبِ بـــاذخـــــــــاً
يُعَـــــــللُـــنـــا شِــــعْــــراً ويــــقــــــتــلـُـــنا شِـــــــعْرا ؟
أيَــــعــــــــرِفُـــــني إذ جـــــئــــتُ وجــــهٌ مُــــعــــــذَّبٌ
بأحـــزانِــنــا ، بالأمــسِ أَهْـــــدَى لــنا البَـــــدْرا ؟
وتـَــــعرفُـــــنــــا إمّــــــَا حَــــــضَــــرْنـا جَــــــــوانــــــــحٌ
لها طَـــــــوَّعَ الــــرحــــمـــــنُ جــــــنَّــاتِهِ جِــــسْرا ؟
* * *
َرفيــــــقةُ ، والأشعــــــارُ رَجْــــــــعٌ من الـــــصَـــدَى
وعَصْـــــــفٌ تـــــفـــــتُّ الريـــــــحُ أبــيـــــاتِهِ الحَـيْرى
فلا غَــــــرْوَ إن عــــافَ المحُـــــبّــــــونَ سِــــــحـرَهُم
فلَــــمْ يــَــــبـْــــقَ في الديـــــوانِ ما يُـشـــــــبهُ السِحْرا
وصَـــــحْنُ بــــني العبــَّــــــــاسِ ما عـــــــــادَ عامـــراً
بأجـــــــــــــدادنِا ، والشِــــــعْـرُ يُحــــصونَــهُ تـِـــبْــــرا
وما عـــــادَ تـَــسْـتَهــــــوي الرشـــــــــــــيـدُ قَــصــيدةً
تـَــــرَى عِــلْـــيةَ الغــــــاويـنَ من وَقـْـــــعِـهــا أسْــــرَى
بِليــْـــــــــلِ أبي المــأمـــــــونِ أثْــــــــرَى مُنــــــــــــــــاوِلٌ
وديـــــــــــــسَ أبو تـــــمــــــامِ في قـَـــــــبْرهِ ظُـــــــــهْـــرا
* * *
رَفـــــــيقــــةُ ، هَــــلاَّ جـــــئــــتِ غيــــــرَ الـــتي أرَى
قُــــــدوداً من الإغــــــراءِ تـَـــسْــــتعــــذِبُ الهَــــدْرا
لتــَـــــكــتـــشِفي كَـمْ من عُـــــــيونٍ سَــتَحْـــــــــــتَفي
بفنِّـــــــكِ – حاشَـــا الشِــــعْـــرُ أن يَــعرفَ الهَذْرا
وتَستيقــــــنُ الخنـــــــســـاءُ أنْ ليـــــــسَ عَصْـــــرُها
أتـــــاها ، ولــكــنْ قطـــــــرةٌ غالبـــــــــتْ بَحْـــــــــرا
* * *
حَبيبـــــــةُ ، كنتِ الأمسَ – والليـــــــــلُ شاعرٌ-
مـَـــــــــــلاذاً لنا أمسـَــــــى نُشــــــــاطِـرُه الــعُـــــسْرا
غَريبــــــــــــــــــــانِ في أهــــــلٍ ودهـــــــــــرٍ ومسكــنٍ
وفــكـــــــرٍ من النـِــــــسيانِ لمَّــا يـَـــــــعُــــدْ يـُــــــقْـــرَا
خَرجْــــــــنا من الأرحــــــــامِ قَـــــــسْراً فــــعـــصرُنـا
بَعيـــــــــــــــــــدٌ ، وأهلــونا من الضـــــفــةِ الأخـــرَى
وأصــــــــــواتُنا غــــــــــــــــيرَ التي في زمــانــِـــــــــــــــنا
وموطــــــــــنُــنــا ما زالَ في سِــــــــــــدْرةِ المَسْـــــرَى
عَـــــــــزاءٌ لنا أنا من الحـِـــــــــــسِّ أصـــــــــــــــــــــلُنا
وحَسْـــــــبُ عَزيزِ اليــــــــــومِ أن يلـــــمسَ الـــشَرَّا
* * *
َرفــــــــيقةُ ، ما زلــنا على العَـــــــــهْـــدِ دَفــــــــــــقةً
من البـَـــــــرْدِ في عصــــــرٍ من اللُـــعبــــــةِ الكُـــبْرى
رَفيـــــــــــقةُ فاشـــــــــدِينا فُصــــــــــــولاً من الــنَدَى
يَـــبــــلُ الصَـــــــدَى فيـــــنا ويجْـــلـو لنـا الفَـــجْـــــرا
ونغــــــــــزو به الأحــــــــــلامَ ، نَــجـــــــني ســرابَــهــا
قَـــطيعــاً من الأنـهـــــــــــــارِ لا تــعــرفُ المجَـْـــــــــرَى
ســـلاماً على الخَـنْـســـــــاءِ في مـهرجـــــــــــــــانِـــهـا
وَمــــــرْحَــى بــــربِ الشِـــعْـــر واللــيلِ والشــِعْــــرِى

10/4/1999م 

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

--0( وجاء من أقصى المدينة )0--


في قـــــديمِ الـزمــــــانِ .. تَـــــــــــرْوي المَــصــــــــــــادِرْ
بَــــعَـــــثَ اللهُ في المَـــــــــــــــــــديـنـــــةِ زائـــــــــــــــــــــــــــرْ
قَــبَــســـــاً كـانَ مِـنْ رَســـــــــــــــــــولٍ قَــــــــــــــديـــــــــــمٍ
لَـــمْ يَــــكُـــــــــــنْ قـاطِـنـــــــاً ، ومـا كـــانَ عــــــــــــابِرْ
كــانَ قَــبْــضــــــــــاً مِـنْ صَــــرْخَـــــةٍ  نَــثَــرَتْـــهـــــــــــــــا
عــــاتيـــــــــــاتُ الـــريـــــــــــاح ِ فـي صَـــدْرِ ثـــــــــائـــــرْ
كــان صــــــوتَ الإلــــــــــهِ يـــــدعــو إلـى الـحُـــــــــــــبِ
ويُــــعْــــــلي الــسَّـــــــــلامَ  فـــــــــوقَ الـمَــنــــــــــــــــــــــابِرْ
باسـمِــــــــــهِ اللهَ ، لا سِــــــــــــــــــــواهُ شَــــــــــــريكــــــاً
دَعـــــــــــــوَةٌ  زَلــــــــــــزَلــــــتْ عُــــروشَ القَـيــــــــــاصِـرْ
باســمِـــــــــهِ الـحُـــــــــبَّ رَعــــشـــــــةٌ فـي ضَـمـــــــير ٍ
مِـنْ زُلالٍ ، لا كَـبــــــــــاقــي الـضَّــــــــمـــــــــــــــــــــــــــائرْ
باســمِـــــــهِ الـــحُــــــــــــــبَّ نَــبْـــــضــــةٌ  مِــنْ فُــــــــــؤادٍ
تَــنـــــشُــــــرُ الـــــدِفءَ يــــــومَ  تُــبْـــــــلَى الـــسَّـــــرائـــــرْ
باســمِــــــــــهِ الـــحُــــــــــبَّ  دَفْــــــــقَـــةٌ مِــنْ شُــعـــــورٍ
فــي شَــــــرايــين ِ كُـــــــــــلِّ  بَـــــــرٍّ  وفـــاجِـــــــــــــــــــــرْ
*    *    *     
باســمِــــــهِ الــحُــــــــــبَّ ، جــاءَ يَـــسْـــــعَى رُوَيـــــْـــدا
زائــــــــــــرُ الـــغَـــــــيْـمِ ، فـي يـــــــــــديـهِ البَــشـــــــــائــرْ
قَــــــــومُـــهُ  أنــكَـــــــــروهُ ، واخــتَـلَــــــــــفوا فــيــــــــــــهِ
فَـــمِـــنْــــــهُــــمْ  مَــنْ قـــــالَ  هـــذا بَــصــــــــــــــــــائــــرْ
بــيـنـمـــا آخَـــــــــــــــــرونَ  عَــــــــــــدّوهُ  ضَـــــــــرْبـــــــاً
مِـــنْ جُــنــــــــــونٍ ، وقـيـــــلَ : بَــــلْ هُـــــوَ ســــــــاحِـرْ

مـا تُـــــرَى نُــسَـــــمّـــــــــــــيهِ يــا قَـــــــــــــــــــــــوْمُ ، إنّــــــا
لَــــمْ نَــجِـــــــــدْ في اللُـــغــــــــــاتِ وَصْــفـــــاً مُــغــايِـــــرْ
صَــمَــتَ الـكُـــلُّ ، مـا هُـنــــــــــــــــاكَ جَـــــــــــــــــــوابٌ
لِــسُـــــــؤالٍ عَــنْ كُــــنْــــهِ ذاكَ الـمُــســـــــــــــــــــــــــافِـــرْ
ومِـــنَ الــغَــــــيْـمِ ثَــــــمَّ هَـمْــــسٍ خَــــفِـــــــــــــــــــــــــــيّ ٍ
قَــطَـــــعَ الــصَّـــــمْــتَ : فَـلتُـــسَــــــمُّــــوه شـــــــــــــاعِــرْ

1/7/2010م

الأحد، 10 أكتوبر 2010

مخاض

" بعد تمنعٍ دام شهور طويلة أقبلت إليه بكراً عروبة "

تَحِــنُّ إلى الشُــطْــآنِ..تَــهْـفــو إلى المَـدَى
َويَــمْـنَــعُـها القُــبْــطانُ أنْ تَــبْــلـــــغَ المَــرْفــا
إذا أَبحـــرَتْ رَسَّـتْ مَجــاذيــفُ عَــزْمِــها
فَـكـانَ تــثَـــنّي المــوْجِ مــن تَــحْتِها ظَـلْـفــا
تَــقَـــدَّمُ في الــتـرحـــالِ شِــبْـراً فَـتَـنْــتَـــشي
ويُـــرجِــعُــها التيَّـــارُ في لحـــظَـــةٍ خَـــلــْـفــا
شُـــهـورٌ من الحِــــرْمانِ والبَـــــــرْدِ لم تَـــــزَلْ
تَعــاوَرُهــا ، والحُــلْــمُ في عَــيْـنِــها أَغْـــفَى
تَــقــَاذَفُـــها الأَشـــواقُ ، واللــيـلُ ســابــــغٌ
عَــلَــيْــهــا من الآهـاتِ ما يُــرْعِبُ الخَــوْفا
مُسافـــرةٌ للـــــــــدِفءِ تَـــبْــغــي وصولَــــهُ
وتَــسْـَـعْـجِـلُ الأيــامَ كَيْ تَـحْـضنَ الصَّــيْـفَا
إلَىَّ عَــروسَ الشِّــعْـرِ ، والشِّعْــرُ مُـضْـرِبٌ
عَـنِ البَــوْحِ هَـلاّ  كُــنْتِ مِـن وَعْـدِهِ أَوْفَى
إلَيَّ، فَـــأَسْبابـــي إلى الـــوَصْــلِ صُـودِرَتْ
ولَمْ يُــبْـقِ هذا الدَّهْرُ من أَسْطُري حَرْفَا
تَــتُــوقُ إلى المــيْــــدانِ خَــيْلي صَـبــــــــابةً
َويَــمْـنَــعُـها التَّرويــضُ أن تُــتْـقِــنَ الـزَّحْـفَــا
وَتُــرهِـقُـني الأشــعارُ – لا صَــحَّ وزنُـها-
تُــعَـــلِّــلـــُني يـــومــــاً، وَتَــقْـتِـــلُــني ألــفـــــــــا
إلىَّ عـــروسَ الشِّـــعـــْرِ ، فالبـــردِ كافـــــــرٌ
وحِــضنـُـــكِ أَنــَّى جِئتِ من لَــيْلَـتي أَدْفــَا
بــوَجــهِـــكِ ألــقَــى البِشْــرَ يمـحــو كَآبـــــتي
وأَشتـــفُّ من عَــيْنـَيكِ أفكاريَ الأَصْفَى
تَـعـــاليْ إلى صَـــدرٍ من الشِّــعْــــر حــالِـــمٍ
وروضٍ منَ الآمـــالِ يــستعــذِبُ القَــطْـفَــا
أطِــلّــي على دُنـيـــايَ نَـــهْــراً من السَّــنَـــا
وجُرحــاً عَــروضـيّــاً يُــشاركُــني المَــنْفـَى
*  *  *
تَــمُـــرُّ بــيَ الأيــــــامُ ، والفِــعْــــلُ لم يَــــــــزَلْ
مُـضــــارعُـــهُ يَــرتـــاحُ للســين ِ أَوْ سَـــوْفـا
سَتأْتي ، ويَأْتي الفــجرُ والطُّهرُ والنَّــــدى
وسوفَ يَصُبُّ الحُــــبُ في أَبْـحُري صِرْفَا
وسوفَ نَــــرودُ الأُفْـــقَ نَــطوي بــــساطَــهُ
ونَسْــتنـــزلُ الأفـــلاكَ والقَـــطْـرَ والطَّــيـفَــا
*  *  *
شُـهـــورٌ ، وهَـا قــد جِــئتِ بـكِْراً عَروبةً
خَـلـيـلــيَّــةَ التـــلويــنِ لا تَـــعْـرِف الـــزَّيـْــفــا
سَـيَـهـدَأُ رَوْعي اليـومَ – والدفءُ عائـــدٌ
إِلَّي – وجُرْحُ الأَمـسِ في داخـلي يُـشْـفَى
دَعـــيني أَجــوبُ الآن بَــحـرَكِ قـاطِـعــــــــاً
مَـضــائــقَ قد كانــتْ تُبــَادِلُــــني العَــطْـفَا
دَعــيني أَضُـــمُّ الفَــجْــرَ ، أَرشُــفُ ما بـهِ
من الــطَــلِّ والأَضــواءِ أَروي بـها الجَــوْفَا
فَمِــنـكِ يَــهِــلُّ الـطُــهْــرُ يمَــحـو ضَلالــــــتي
وفــيكِ يكونُ الــعَــيْشُ والمـوتُ والمَــنــْفَى

12/12/1989

مدخل 2

لاَ..لَـــسْــتَ شِـــعْــرِيَ إنْ لَـــمْ تُـــطــرِبِ الأُذُنـــا
بـَـــلْ  لَسْتَ شِـــعـراً إذا لَـــمْ تَــفْتِـــحِ المُـــــــــــــدُنــَا
إنْ كُــنْتَ شِــعْريَ حَــقاً .. طُــفْ بمــخـدعِـــهَا
عِــنْــدَ المَـسَـــاءِ وَخَـــاصِرْ قَــــــــدَّها اللَّــــــدِنــــا
وَاطْـــبَـــعْ عَـــلَى سَمـــْعِـــها رَفَّــــاتِ أَجْــنِــحَــتي
لَــعَـــلََّــــها قَـــــدْ تَــمـــَادَتْ في الهَــــــــوَى مَــعـَــنَــا
وَقُــلْ   لهَــــا عَـــنْ مُــحـــِبٍ عَــــاشـــِقٍ كَــــلــِــفٍ
بِــســحْــرِ سَــــحْــنَــتِــها السّــمــراءِ قَـــد  فُــتــِنَــا
فَـــإنْ بَــــــــــدَا لَكَ   دَمْــــــــعٌ   بَـــــــــــــل َّ مِــعـْــطَـــفَــهــَا
فَــضُـمَّــــها وَاتّـــخِــــــذْ مِنْ صَـــــــدرِهَا وَطَـــنَــــــا

28/10/1987م

مدخل

ذوِّبــــــي الــهَـــمــْسَ إنْ سَــمــــعْــتِ نَشــــــيـــدي
حَـــالِـــمَ اللَّــــــحْــنِ كالــــــصــبـــاحِ الـــــــــوَلـــيــــدِ
عِـــانِـــقــــي فـــيــــهِ كُـــلَّ  نَـــبْــــــــضــــةِ حُــــــبٍ
صَـــاغـــــــهــــا القـَـــــلْــــــبُ في بَـــيـــانٍ فَـــــــريــدِ
أنــــــــتِ  للـــشِـــــــعْـــــرِ وَزنُــــــــــــــــهُ وَالـــــــقَـــــــوافي
أَنْـــــتِ إلْـــــــهـــــَامُ   كُــــلِّ  نَــــــــــــــايِ وَعُــــــــــــودِ
أَنْــــــــتِ للـــنــَّــفْــــسِ رُوحُــــــــــهَـــا وَمُـــنَــــاهَـا
وَرُؤَاهَـــــــــا في عَـــــــــــــــــــــالَـــــــمِ                   اللا وجُـــــــــــــودِ

28/7/1987م