الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

--0( أربعينيـــــــــــــــة )0--



غِيــــضَ نَـــــبْــــعُ الصِـــبا ونــهـرُ الفُـــتـــــــــــونِ
      فَـــــدَعِ الـــــــدِلَّ يا ابـنـــــــــــةَ الأربـــــــعــــــــينِ    
  كُـنـــتِ بالأمـــــــسِ لوحــــــــــــةً نـــتـبـــــارَى
في تــــفاصـــــــــيــــلِ رسمِـــــــها المجـــــنـــــــــونِ
والبَــراويـــــزُ يـــــــــومَــهـــــــــــــا أنهكَـــــتْـــنـــــا
ما عَــــــرفــــنـــا شمـــــالَــهــــا من يــَـــــــمــــين ِ
لوحـــــــةٌ صـــــــيـــــغَ كلُ شــــبْـــرٍ بــتـــــــبْـــــرٍ
بينـــــما كُـنـــــــــتِ من زُلالٍ وطـــــــــــــــــــين ِ
يا ابنــــةَ الشِـــعـــــرِ – والمســـاءاتُ تمَــضــي
بينَ شِـــــعْـــــــــرٍ وقِصَّــــــــــةٍ وفُـــــــنــــــــــــــونِ
كان روضُ الهــــــــوَى جَـــنِيــّـــــــــاً وكــــــنّــــا
في شـــــغـــــــافِ الكـــــــــرومِ والزيــــــزفــــــونِ
والقَـــــــــناديــــلُ ضَــــــــوؤهـــــــا يتــــــــلــــــوَّى
من فـــــــراشـــاتِِِ ِعــشْـــقِـــــنــا المسكــــــونِ
* * *
وانــتـهــى الأمــــــسُ لم يَــــعــــُــدْ في يَديْــــــنـــا
غيرَ ذكرى وقِـــــــــطْــعـــةٍ من حَــــــــنــــيــــــنِ
جَـــــفَّ نَـــــبْـــــعُ الصِـــبــا وماتــت عِـطاشـاً
كلُ أسمـــــاكِ نــــهْــــرِنــــــــا المسـكــــــــــــــــين ِ
والــقــَصيـــــــــدُ الـــذي شَـــرِبـــنـــــــا جَـــــواهُ
لم يَــــبــِـنْ منـــــهُ غــــــيرُ نــــــــــايٍ حَـــــــزيــــنِ
وعَــنـــــــاقـــــــيدُ كَــــــرْمــــةٍ أسكرتْــــــــــــنـــا
جَــــــــفَّــفَـــتــْــــهـــا كُهــــــــولــــةُ السِــــكّــــــين ِ
والــبـــراويــــــزُ حَــــــــــطَّــــمــتْ راسِمــــــــيها
والتـــــــفاصــــــيلُ ذُوِّبـــــــتْ في الـــمَــــنــــــونِ
والقَنـــــــــــاديلُ زيــتُـــهـا غــــيـــــــــضَ فــــيهـــا
وعَــــلا وجْـهَــــهـــــا غُــبـــارُ السِـــــــــــنـــــين ِ
* * *
شَاخــتِ الكــــــأسُ يا ابنــةَ الفــجرِ فَامضي
دونَـــــــكِ الــــدَّرْبُ غــــــــارقاً في السُكــــونِ
كُـــلُّ تلكَ الحيــــــــــاةِ أمسَــــــــتْ يَــــبـــــابـــــاً
والأخِـــــــــــــلاءُ بينَ دُنـــــيـــا..  ودِيــــــــــــنِ