الأحد، 24 أبريل 2011

إباء شــــاعر




قَالـتْ: سئمتُــكَ ، حَــوِّلْ ناظــريْــكَ ِإلى
أُخُـــرَى سِــوَايَ تُحبُّ الشِـعرَ والشـُـعَـرا
لَقَدْ مَــلَلْـتُ كلامــاً لَسْــتُ أفــهــمُــــــــــــهُ
وَلَيــْسَ عِــــندِيَ مــا أجــلــو بــهِ السُّـوَرَا
لا أَعـــتنـي بكــتابٍ سَــوْفَ تُـرسـلُـــــــــهُ
ما أَشتهــــــي اللـــيلَ بــعدَ اليــومِ والسَّهَرا
فَامــنـــعْ نشـــيدَكَ أَنْ يَــنسـابَ أغــنــيـــةً
تَـــهـــزُّ أوتــــارَ قَـــلبي إنْ سَرَتْ سَـحَــــرَا
قَالــــــتْ كــــلاماً كـــثيــراً لَسْــتُ أذكــرُهُ
ويومَـــها قد تَـــرَكْـــتُ الـــدارَ مُنـــكـسِرا
أَشكـــو إلى القَــلبِ قَـــلبي فـهـَو لي حَكَمٌ
يُــبــدي الحُلــولَ ، وخَصْمٌ يُورثُ الكَدَرا
مَــا كـنــتُ أَحْسَبُ قَــلْــبي خَـــانـني أَبَداً
وَقَد سَمَــتْ بيـنــنا في الإئــتــلاِف عُـرَى
إنَّ الجَنــَان لَـيَـعْـــصــي عَـقْـل صَاحِـبـــــهِ
مُـعَـطِـــلاً في هَــــواهُ الحِـــسَّ والفِــكَـــــــرا
مَــرَّتْ لَــــيَالِيَ لَمْ أَهْـنـــأْ بمــرقــدِهـــــــــــا
وَحْـــدي أُصَـــارعُ قَلـــْبي أبـــتَـغي الظَّفَرا

أقـــلِّـبُ الأَمـــْرَ ، أرجـــو أَنْ يُـــوَفّــقـــنَــي
رَبي لأَقْـــرَب شيءٍ يَــمــْسَحُ الأَثَــــــــــــرَا
لَــهـْفي عَلــَيَّ ضِـفَــافُ الجُــرْحِ واسِــعَـــةٌ
وَعُـمْــقــُةُ مُـغْــرِقٌ آمَــالِــيَ الــزُّهُـــــــــــرا
*  *  *
وبَينـَمــــــا أنــا أمــشي ذاتَ أُمــــسـيــــــةٍ
والبـــدرُ مُكتـملٌ ، والصمتُ قد سَحَرا
وَحْدي أَعُدُّ خُطَا مَمْشَايَ ، مُـنـشَرِحاً
قَــــلْـــبي لــنَــسمةِ لــيـلٍ تــلثــمُ الشَّــــجَــرا
إذَا بــثــمَّــةِ شَــخْـــصٍ كَــانَ يَــــرْقُــبُــــــني
ما إن تَـــحَـسَّـــسَ قُـــرْبي فَــجْـــأَةً ظَـهَرا
كَانَتْ هِـيَ الجُــــرْحُ ، خَـــيْراً ما يُـــؤَرِّقُها
وجرحُـها قَــد طواهُ الصـمـتُ واندثـــــرا
هَمَـمْـتُ بالســيرِ عــنها، إنَّـــمــا يَــــــدُهَا
في لهــفةِ الطــفـلِ شَـدَّتْ سَاعدي ظَفَرا
قَالَــتْ : حَـــيَــاتِيَ إنـــي جــدُّ آسِـفَـــــــةٍ
عَــمَّــا جَـرَى ، فرجـــاءً تَـــقـــْبَلُ العُذُرا
مَا عُـــدْتُ أصــبرُ عن شِــعـرٍ يُـمـجّدُ لي
حُــسْـني ، وتُــطربُـــني أبـيـــــاتُـهُ سَـحَــرا
أرتـــاحُ للشِــعـرِ ، إنـي كـــنتُ وَاهــمَـــــةً
حِــــينَ اعتقــدتُ بأنَّ الشِّـعْرَ وَحْيُ فِرَى
أهْـــوَى القَصــيدةَ أَهــْوَى مَـنْ يُــعالجُـهــــا
مَنْ يَــجْــتَـلــيـها نَـشـــيداً فِـيَّ مُـبْتـَكَـــــرا
قَــطَعـْتُ صَمْتِيَ دُهْشاً مِنْ فُــجـــاءتهــا
لَمْ أَستطــعْ حِــيـنَـها كتِــمـــــانَ مَا سُــتِـرا
أَجَـبْتـــُهـا: لَمْ يَــعُدْ بالقَــلْـبِ عَاطِــــــــفةٌ
لَقَدْ قَــتَلــْتِ فـــَتَاتي عُودَهَـــــا النَّــــــضِرَا
فَامْضـــي لِحَالِكِ- عَــفْواً مِنْكَ سَيـّدَتي
فَالشّعْرُ لا يُشْتَرى – كلا- ولا الشُّعَـــرا